قال
الشاعر احمد الصديق المولود بعكا بفلسطين عام 1941 ميلادي
دماء الـمسلمين
بكل أرضٍ تـراق رخيصةً وتضيع هدرا
وبالعصبـية الـعمياء
تعـدو ذئابٌ ما رعت
لله قـدرا
كأن لـملـة
الكـفار طـراً على
الإسلام حيث أضاء ثأرا
وجـرأهم عـلـينا أن
رأونا سكوتاً
والشعوب تموت قهرا
أنام على
جراحاتـي وأصحوا وألعق من عذاب الجرح جمرا
وانظر
عن يـميني أو شـمالي لعلي أن أرى في
الأفق فجرا
وانفث
من لظى الأحشـاء ناراً وأمضغها كطعم
الموت مرّا
وصيحـات الأرامل
واليتامى تفتت أكبداً
وتذيب صخرا
وليس
لـهم مـغيثٌ أو معـينٌ كأن
الناس كل الناس سكرى
بنو
صهيون في الأقصى تـمادوا وعين الصخرة القعساء حيرى
تكـتم غيظها
حيث استباحوا حمى الإسراء غطـرسةً وكبرا
ومـا
حسبـوا لأمتـنا حساباً وهل سمعوا سوى التنديد زجرا
وهل
وجدوا سوى الأطفال جنداً
يخـوضون الوغى كراً وفرا
جيوش
العرب تشغـلها شئونٌ أجلُّ من الصغائر وهي كبرى
وتنتحب الـمروءة
إذ تنادي فلا تلقى سوى الخذلان نصرا
وحسبك للـصليـبيـين كيدٌ تـؤججه سخائمهم فيضرى
ثعـالب
في مسوحٍ خـادعاتٍ وثوب الزيف عنهم قد تعرى
أفـاعٍ
فـي تقـلبها الـمنايا وتنفث سـمها رجساً وكفرا
وأنهـار الدمـاء
بغير ذنبٍ تـراق وتزهق الأرواح غدرا
ألم
تر في وحوش الصرب منهم رؤوسا تقتضي
بالحق كسرا
لـقد
رفعـوا الصليب لهم شعارٌ
وللـعدوان قـد جـعلوه سترا
كـأن الـدين
تقـتيلٌ وذبحٌ ولا يعـدو طـلاء الدين قشرا
وهل هي ذي
الحضارة أم تراها بغياً تعـرض
الشهوات عهـرا
وتـرتكب الجـرائم لا تبالـي ولو حصدت بها شوكاً وخسرا
ومرضعـة الصغـار إذا أسفَّت فكيف تكون
للأجيال ظـئرا
وكيف تقيم
للأخـلاق صرحاً إذا
كانت من الأخـلاق قفرا
وفي
الطرقـات تنـتشر الضحايا
هشيماً بينما الأنفـاس حرى
وتنهش
عـرضنا الأعـداء نهشاً ومن ذا
في الجحيم يطيق صبرا
وسـيّان الحـياة على هـوانٍ وموتٌ بل ورود الموت أحرى
ولكن
جـذوة الإيـمان فـينا توهج
في الضلوع سناً وفكرا
ونـرسم
دربنا عـبر الليالـي جهاداً في النفوس
قد استحرا
ويا
دنيا اشهدي ما عاد يجدي سكوتٌ قـد نباع به ونشرا
اعـلِّلُ
بالـمنى نفسي طويلاً وانسج من خيوط النور بشرى
ألف
بها الهموم إذا استفـزت فـتكتبني بلون
الجرح شعرا
ويقسم
كل حرفٍ أن يوالـي نشيد الحـق تصميمـاً وصبرا
يـحطم
كل عائقةٍ ويـمضي ليصنع فـجر أمتـنا الأغـرا
إرسال تعليق
شكرا على حضوركم وتواصلكم معنا ... مع فائق التقدير والاحترام