1-
إن لفلسطين سكانها الأصليين قبل أن يحل فيها أي يهودي وهم العموريون والكنعانيون
واليبوسيون وكان العموريون والكنعانيون قد انتقلوا من الجزيرة العربية في حوالي
5000 ق. م. خمسة آلاف قبل الميلاد إلى أرض فلسطين، ولم تكن تسمى أرض فلسطين بل أرض
آمور وكان من أسمائها القديمة أرض (خارو) أو أرض (رتينو).
ولما دخل العموريون
والكنعانيون اندمج معهم السكان الأصليون وطبعت البلاد بالطابع الكنعاني، وحملت اسم
أرض كنعان، وقد بنى الكنعانيون فيها حضارة عظمية وبنوا أهم مدنها، ومنها أريحا
وعكا وعسقلان وغزة، وقد تكون أريحا كمدينة أثرية من أقدم مدن العام إن لم تكن
أقدمها على الإطلاق.
ومع الكنعانيين، أو
بعدهم بقليل، انتقل إلى أرض فلسطين اليبوسيون وهم بطن من بطون العرب الأوائل نزحوا
من الجزيرة العربية مع بعض قبائل الكنعانيين، وهم الذين بنوا القدس وسموها
(أورسالم ) أو (أوروشالم) وقد حرف نطقها فيما بعد إلى (يروشاليم) وهو اسم يبوسي عربي
وتعني كلمة اورو مدينة وكلمة سالم أو شالم السلام أي مدينة السلام ويدعي اليهود أن
اسم القدس وهو (يروشاليم) عبري وهو ادعاء باطل، لأن العبرانيين لم يكونوا قد ظهروا
في ذلك الوقت، ولأن اللغة العبرية في ذلك التاريخ لم تكن قد وجدت كلغة مستقلة، إذ
بدأ وجود اللغة العبرية في القرن الرابع قبل الميلاد وتبلورت وظهرت في القرن
الخامس بعد الميلاد.
وبعد ذلك وفي عام
1184 ق.م جاء الفلسطينيون إلى أرض كنعان كما كانت تعرف، وكان قدومهم إليها من
كريت، وجزر بحر إيجه، وكان الاسم الأصلي لقبائلهم (بلست) أو بلستا، وقد انتشرو
أولاً في السهل الساحلي من غزة جنوباً إلى ما بعد جبال الكرمل شمالاً، ثم اختلطوا
بالكنعانيين وامتزجوا بهم، وصارت لغتهم واحدة، وعرفت البلاد كلها باسم فلسطين.
2-
إن بداية وجود اليهود في التاريخ كانت بولادة يعقوب عليه السلام الذي يسمى أيضا
إسرائيل، وقد كان أبوه إسحاق قد وُلِدَ لإبراهيم عليه السلام الذي هو أبو العرب
واليهود، وقد بُشِّر أولاً بإسماعيل، وبعد ولادة إسماعيل وبلوغه مبلغ الشباب،
بُشِّر بإسحاق، وبأن إسحاق سيولد له يعقوب، وكان هذا الميلاد على أرض فلسطين التي
رحل إليها إبراهيم مهاجرا من العرق مارا بسوريا ثم مستقرا في منطقة من فلسطين
قريبة من البحر الميت ومن بيت لحم ومن الخليل. وكانت فلسطين مسكونة بأهلها قبل
مجيء إبراهيم إليها، وقد جاءها مع ابن أخيه لوط فرارا من ظلم قوميهما في العراق
وإيذائهم لإبراهيم. وقبل ولادة حفيده يعقوب لم يكن هناك شيء في العالم في ذلك الزمن
اسمه يهود وكانت بداية وجودهم هي ولادة يعقوب.
3-
إن وجود اليهود في فلسطين بعد ولادة يعقوب لم يكن وجودا مستقرا، فلم يسكنوها بصفة
دائمة، ولم يقيموا فيها إقامة متواصلة بل أقاموا فيها فترة قصيرة، ولد ليعقوب فيها
أبناؤه الاثنا عشر الذي عرفوا بالأسباط أي أصول القبائل اليهودية الاثنتي عشرة، ثم
رحلوا جميعا إلى مصر بناء على طلب يوسف وهو أحد أبناء يعقوب، وكان قد استقر به
المقام في مصر بعد رحلة معاناة ليس مجال ذكرها هنا، وقد ورد طلب يوسف من إخوته أن
يأتوا إلى مصر بكل أبناء إسرائيل في القرآن الكريم في الآية 93 من سورة يوسف حيث
قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي
يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين)، وقد كان أن استجاب يعقوب وهو إسرائيل لطلب ابنه
يوسف وانتقل بكل أبنائه وأهله إلى مصر، وكان عددهم في أشهر الروايات سبعين فردا،
وقد ورد انتقال بني إسرائيل إلى مصر في القرآن الكريم في الآية رقم 99 من سورة
يوسف حيث قال الله تعالى (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن
شاء الله آمنين)، وبذلك لم يبق أحد من بني إسرائيل في فلسطين في تلك الفترة.
4-
لقد رفض بنو إسرائيل دخول أرض فلسطين عندما أمرهم نبيهم موسى عليه السلام بذلك بعد
أن خرجوا من مصر ونجاهم الله وأغرق فرعون وجنوده في عام 1350 ق.م، وقد أمرهم موسى
بدخول الأرض المقدسة فلسطين مرغباً إياهم بأنها الأرض المقدسة، وأنهم موعودون
بالعيش فيها ولكنهم رفضوا تنفيذ الأمر، وأصروا على عدم دخولها كما حكى ذلك القرآن
الكريم في الآية رقم 22 من سورة المائدة وهي قوله تعالى: (قالوا يا موسى إن فيها
قوماً جبارين وإنّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون)،
والقوم الجبارون الذين يصفونهم في الآية هم سكان البلاد من العمالقة ومن كان فيها
من القبائل العربية الكنعانية واليبوسية.
وقد
بلغ الأمر من رفضهم أن قالوا لموسى: إنا لن ندخلها أبدًا، وذلك كما حكت الآية
الكريمة رقم 24 من سورة المائدة حيث قالوا (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما
داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون). وقد كان العقاب من الله لهم
على هذا الرفض وهذه المخالفة لنبيهم والتطاول عليه، أن تاهوا في الصحراء أربعين
سنة، وفي أواخر السنوات الأربعين مات نبيهم هارون وبعده بفترة غير طويلة مات موسى،
وكل بني إسرائيل ما زالوا في التيه إلا من كان قد عاد منهم إلى مصر بعد تأكدهم من
موت فرعون غرقا.
5-
لقد كان دخول بني إسرائيل بعد ذلك إلى أرض فلسطين في عام 1189 ق.م بقيادة نبيهم
يوشع بن نون، وكان ملكهم طالوت، ومن جنده داود عليه السلام. وقد استطاع بنو
إسرائيل الذين عرفوا بعد ذلك بالعبرانيين السيطرة على أجزاء من أرض فلسطين التي
كانت تسمى في ذلك الوقت أرض كنعان فاتجهوا إلى التلال المحيطة بأريحا وأقاموا مركز
ملكهم وقيادتهم في أريحا.
الوجود اليهودي في فلسطين وما مر عليه
من أطوار:
لم تسلم أرض فلسطين التي استقر بنو
إسرائيل في أجزاء منها من استمرار المعارك والغزوات التي قام الفلسطينيون ببعضها وسيطروا
فيها على الجزء الساحلي من فلسطين من شمال البلاد حتى جنوبها، وقد وقعت بين بني
إسرائيل منازعات داخلية كبيرة كان أحد طرفيها شاؤول ملك العبرانيين الذي حاول أن
ينفرد بالملك بالقوة فلم يتمكن، وانتحر عام 1095 ق.م، وكان الطرف الآخر داود الذي
حالف الفلسطينيين فاستقر له الأمر والملك لبني إسرائيل.
ولم ينعم الإسرائيليون بالسلام وشيء من
الاستقرار إلا في فترة حكم داود ثم وريثه ابنه سليمان، فقد وحد داود اليهود، وأسس
لهم دولة مستقلة وجعل عاصمتها القدس وذلك حوالي سنة 1000 ق.م، واستمر ازدهار هذه
الدولة في عهد سليمان ولكن بعد موته في عام 922 ق.م بدأت المملكة تضعف؛ وقسمت إلى
قسمين أحدهما في الشمال وسمي إسرائيل، وثانيهما في الجنوب وسُمي يهودا، وهذا
التقسيم أضعف الدولة اليهودية وتعرضت بعده لمراحل قوة وضعف ومد وجزر، ويتضح ذلك فيما يأتي:
1-
سقط القسم الشمالي وهو إسرائيل في يد الأشوريين في 722 قبل الميلاد وزالت دولة
إسرائيل.
2-
وفي عام 586 قبل الميلاد سقط القسم الجنوبي وهو يهودا في يد البابليين الذي قدموا
بقيادة نبوخذ نصّر وحطموا القدس وخربوا كل شيء فيها وأزالوا الهيكل الذي كان قد
بناه اليهود، ونفوا أغلب اليهود إلى بابل فيما عرف في التاريخ بالسبي البابلي.
3-
عندما قوى الفرس على البابليين وانتصروا عليهم بقيادة ملكهم ميروس أو قورش سيطروا
على فلسطين، وسمحوا لليهود المنفيين في
بابل بالعودة إلى فلسطين، فآثر كثيرون البقاء في بابل، وعاد قليل منهم إلى فلسطين
تحت الحكم الفارسي، وسُمِحَ لهم بحكم ذاتي، فأعادوا تجديد جدران القدس وجددوا
الهيكل وجعلوا التوراة رمز حياتهم الاجتماعية والدينية.
4-
في عام 333 ق.م احتل الإسكندر الأكبر المقدوني القدس وسيطر على فلسطين كلها بعد أن
هزم الفرس واحتل المنطقة كلها.
5-
بعد موت الإسكندر واصل ورثته حكم فلسطين، ولكن بدأت قبضتهم عليها تضعف، وانقسمت
البلاد، وتمرد اليهود تحت قيادة ماكابيس، وأعلنوا دولة مستقلة في الفترة من عام
141-63 ق.م، ثم قهرهم قائد روماني يدعى بومبي وجعل مملكتهم مقاطعة يحكمها ملوك
يهود تحت حكمه وسلطانه. وكان الرومان حينذاك وثنيين.
6-
بعد ولادة عيسى عليه السلام قام اليهود بثورتين في سنة 66 م إلى سنة 73 م وفي سنة 132 م إلى سنة 135 م، وقُمِعَت
الثورتان، وقام القائد الروماني نيطس في العام 70 م بقتل عدد كبير من اليهود،
وبيع العديد منهم كعبيد، ولم يُسمح لبقيتهم بزيارة القدس، وبدل اسم مملكتهم يهودا إلى
اسم سوريا فلستينيا، وفي عام 135
م أحرق الإمبراطور الروماني مكان الهيكل، وحول اسم
أورشاليم إلى (إيلياء)، واخذ اليهود يهاجرون خارج القدس وخارج فلسطين، ثم حل اسم
فلسطين محل سوريا فلستينيا، وظل اسم فلسطين يطلق على كل الأرض الواقعة بين سوريا
ومصر وبين البحر المتوسط وشرق الأردن.
7-
في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول اعتنق المسيحية شريعة له وجعلها ديانة
للدولة الرومانية في عام 313م. وقامت والدته الإمبراطورة هيلينا بزيارة القدس،
وأصبحت القدس بعدها بؤرة للحج المسيحي، وشهدت عصرا من الازدهار والأمن والثقافة،
وأصبح أغلب السكان مسيحيين، وكانت الإمبراطورية الرومانية قد انقسمت إلى قسمين
شرقية وغربية؛ وأطلق على القسم الشرقي منها اسم بيزنطة، وكانت فلسطين من ولايات
الإمبراطورية الشرقية البيزنطية، وظلت تحت حكم البيزنطيين حتى فتحها المسلمون في
عام 638م.
فلسطين تحت الحكم الإسلامي:
1-
امتد الحكم الإسلامي لفلسطين 1300 ألفا وثلاثمائة سنة، وكانت فلسطين في تلك المدة
مقدسة لدى المسلمين عامة، لأنها كانت قبلة المسلمين الأولى، ولأن أرضها كانت محطة
النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قدومه من المسجد الحرام بمكة وصعوده إلى السماء
ثم عودته ثانية إلى المسجد الحرام ليلة الإسراء والمعراج، ومع ذلك، فقد عامل
المسلمون أهل البلاد من مسيحيين ويهود بتسامح نادر في تاريخ الديانات وفي تاريخ
الأمم، حيث لم يجبروهم على الدخول في دين الإسلام، واعتبروهم أهل كتاب، وتركوا لهم
حرية العبادة والعيش في شبه استقلال ذاتي في مجتمعاتهم، وضمنوا لهم أمنهم
وسلامتهم، وكانت تلك المعاملة سببا في دخول أغلب أهل البلاد في الإسلام.
2-
عاشت فلسطين حياة مستقرة في فترة قوة الحكم الإسلامي، وظلت كذلك إلى أن ضعفت
الدولة الإسلامية العباسية في بغداد، وأخذ نظام الحكم فيها ينهار، فظهرت دويلات
وممالك شبه مستقلة في معظم أقاليم الدولة، وتتابعت أنظمة الحكم في فلسطين كغيرها
من الأقاليم من سلجوقية وفاطمية وغيرها، واستمر ذلك حوالي ثلاثمائة عام، ثم تلا
ذلك ما عُرِف بالدول المتتابعة وكان معظمها للمماليك الذين استمر حكمهم مائتي عام
بدأت من 1258 م
.
3-
في فترة الدويلات والمماليك المتتابعة تعرضت فلسطين لحملتين مشهورتين في التاريخ؛
الأولى منهما كانت حملة صليبية فيما عرف بالحملات الصليبية، وقد سيطر الصليبيون
فيها على أجزاء من فلسطين، واحتلوا القدس وظلوا فيها 90 تسعين عاما تقريبا، حتى
جاء القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي وحارب الصليبيين وهزمهم في معركة حطين في
عام 1187 م، ثم حرر بيت المقدس وأعادها إسلامية.
والحملة الثانية كانت
حملة التتار الذين جاءوا من شرق آسيا ووسطها، واجتاحوا العراق ومروا بسورية
واستمروا في تقدمهم وسيطرتهم نحو أرض فلسطين، فتصدي لهم السلطان المملوكي سيف
الدين قطز الذي كان ملكا على مصر، فحاربهم وأوقف تقدمهم وهزمهم في معركة عين جالوت
قرب بيسان عام 1260م.
4-
ظل الأمر في فلسطين على هذا الحال، أي تحت حكم إسلامي يديره السلاطين والملوك
المتتابعون حتى جاء الأتراك العثمانيون وهزموا المماليك في عام 1517م، ودخلت
فلسطين كغيرها من الأقاليم الإسلامية تحت حكم العثمانيين الذي استمر أربعمائة عام،
حتى كانت هزيمة الأتراك وانتصار البريطانيين وحلفائهم في عام 1917م.
حقائق وأرقام عن فلسطين ووضع كل من العرب واليهود فيها
1- فلسطين هي رقعة الأرض الواقعة بين
البحر الأبيض المتوسط غربا، وشرق الأردن شرقا، وبين لبنان وسوريا شمالاً ومصر
جنوبا.
2- فلسطين قبل الاحتلال البريطاني في
عام 1917م كانت إقليما من أقاليم الدولة الإسلامية الكبيرة ليست لها صفة الكيان
المستقل، أو الدولة المحددة بحدود متعارف عليها ويتفق عليها دوليا.
3- ولكنها أخذت صفة القطر المستقل وتعينت
حدودها الدولية بموجب اتفاق فرنسي بريطاني تقاسمت فيه بريطانيا وفرسا منطقة الشرق
الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا، وجعلت من الأقاليم التي كانت تتبع دولة واحدة
أقطارا شبه مستقلة، وحددت لها فيه حدودا ترسخت مع مضي الزمن، وأصبحت هي الحدود
الدولية لهذه الأقطار، وكانت فلسطين من ضمن حصة بريطانيا في ذلك الاتفاق والتقسيم.
4- الحد الغربي لفلسطين هو البحر الأبيض
المتوسط، ويبلغ طول الساحل الفلسطيني عليه نحو 224 كيلومترا، والحد الشمالي هو
لبنان، وآخر أجزاء فلسطين شمالا هو رأس الناقورة الواقع على البحر المتوسط، ويسير
خط الحدود من رأس الناقورة إلى الشرق باتجاه قرية يارون في لبنان، ثم يتجه إلى
الشمال الشرقي نحو المطلة ثم إلى وادي الأردن مروراً بتل القاضي في فلسطين والى
بانياس في سورية ثم يتجه إلى الجنوب الغربي نحو (جسر بنات يعقوب)، ثم يتجه جنوباً
إلى نهر الأردن وبحيرة طبرية وساحلها الشرقي ثم يتجه إلى محطة (الحمة) الواقعة على
سكة حديد درعا - سمخ، وتقع جميع بحيرة الحولة وبحيرة طبرية في الأرض الفلسطينية،
ويتبع الأرض الفلسطينية قطاع ضيق شرق بحيرة طبرية وعلى ساحل بحيرة الحولة الشرقي،
ويبلغ عرض هذا القطاع الضيق في شرق بحيرة طبرية ما يصل إلى ألفي متر تقريباً.
والحدود مع شرق الأردن حددها المندوب
السامي البريطاني عام 1922م، وهي تبدأ من نقطة اتصال اليرموك بالأردن وتسير جنوباً
من منتصف مجرى نهر الأردن وبحيرة لوط
(البحر الميت) ووادي عربة حي تنتهي على ساحل خليج العقبة على بعد ميلين من مدينة
العقبة.
والحدود بين فلسطين ومصر كانت قد حددت
بموجب اتفاقية عقدتها الحكومة العثمانية مع خديوي مصر في أكتوبر عام 1906م وتبدأ
من (تل الخرائب) في رفح وتنتهي في (رأس طابا) على خليج العقبة، ويكاد خط الحدود
هذا بين رفح ورأس طابا يكون مستقيماً.
ويبلغ طول الحدود بين فلسطين ولبنان 79
كيلومترا، وبين فلسطين وسوريا 70كيلومترا، وبين فلسطين وشرق الأردن 360 كيلومترا،
وبين فلسطين ومصر من رفح على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى رأس طابا على خليج
العقبة 240 كيلومترا، وطول الساحل الفلسطيني الواقع على خليج العقبة عشرة
كيلومترات ونصف الكيلومتر.
5- تبلغ مساحة فلسطين بالتحديد 27009 كيلومتر مربع،
وذلك كما هو معروف ومقرر لدى الدوائر التركية العثمانية حين كانت فلسطين إقليما
تابعا لها، ولدى الدوائر البريطانية بعد ذلك حين احتلت بريطانيا فلسطين وأخضعتها
لانتدابها. ولدى الباحثين والدارسين والمؤرخين من فلسطين وعرب وغيرهم.
6- تفيد تقديرات الدولة العثمانية في
عام 1914م وهو العام الذي بدأت فيه الحرب العالمية الأولى أن أرض فلسطين كانت
موزعة بين من يملكونها أو يملكون جزءاً منها على النحو التالي:
مساحة الأرض التي يملكها العرب 26769
كيلومترا مربعا أي بنسبة 98.5%، ومساحة الأرض التي يملكها اليهود 240 كيلومترا
مربعا أي بنسبة 1.5%.
عدد السكان العرب في ذلك الوقت 634133
نسمة بنسبة 92% من السكان.
عدد السكان اليهود 55142 نسمة بنسبة 8%
من السكان.
مجموع عدد سكان فلسطين 689275 نسمة.
هذه هي الأرقام المعتمدة حتى العام 1917
حين انتهت السيطرة التركية، وحلت محلها السيطرة البريطانية.
وهذه الأرقام توضح دون تعليق أو تفسير
مَنْ صاحب الحق الثابت في أرض فلسطين، ومن ليس له ذلك الحق، وتبين مدى التعسف الذي
تعرض له الشعب الفلسطيني فيما بعد.
ويتضح من خلال العرض السابق مدى شناعة
الجريمة التي أقدمت عليها بريطانيا، وفظاعة الجناية التي جنتها على الشعب
الفلسطيني حين قررت أن تقدم أرضه ووطنه وهي لا تملكها هدية إلى اليهود الذين لم
يكونوا يملكونها، ولم يكونوا يستحقونها كذلك،
ولكن العقلية الاستعمارية البريطانية والتصرف بمنطق الإمبراطورية العظمى التي تقرر
ما تشاء في المناطق التي يمكن أن يكون لها دور فيها في العالم، وحاجة بريطانيا في
الحرب على تركيا إلى أي نوع من الأسلحة يمكن أن يكون مدمراً أو حاسماً في إيذاء
الخصم والإسراع بهزيمته وإنهاء الحرب، كل ذلك دفع بريطانيا إلى أن تصدر ذلك الوعد
المشئوم الذي يجب أن يعتبر هو الحجر الأول في البنيان الظالم الذي تعرض له الشعب
الفلسطيني خلال تسعين عاما تقريبا.
إرسال تعليق
شكرا على حضوركم وتواصلكم معنا ... مع فائق التقدير والاحترام