الزمن الحزين
للشاعر فاروق
جويدة
وأتيت يا ولدي مع الزمن الحزين
فالعطر بالأحزان مات على حنايا الياسمين
أطيارنا رحلت
وأضناها الحنين
أيامنا كسحابة الصيف الحزين
ودمائنا صارت شراب العابثين
تتبعثر الأحلام في أعمارنا
كل من في الأرض جاء
حتى يمزق جرحنا
صرنا عرايا
كل من في الأرض جاء
حتى يمزق عرضنا
قالوا لنا : أنتم حصون المجد
أنتم عزنا
قتلوا الصباح بأرضنا
قتلوا المنى
من أجل من يغتاب أبنائي التراب
من أجل من نحيا عبيداً للعذاب
حزن وإذلال وشكوى واغتراب
يا سادتي
قلبي يموت من العذاب
لمن العتاب لمن الحساب
من أجل من تتغرب الأطيار في بلدي
و تنتحر الزهور
من أجل من تتحطم الكلمات في صدري
وتختنق السطور
من أجل من يغتالنا قدر الجسور
يا سادتي عندي سؤال واحد
من أجل من يتمزق الغد في بلادي
من أجل من يجني الأسى أولادي
قد علموني الخوف يا ولدي
وقالوا
أن في الخوف النجاة
إن الصلاة هي الصلاة
إن السؤال جريمة
لا تعص يا ولدي الإله
عشرون عاماً يا بني دفنتها
وكأنها شبح توارى في المساء
ضاعت سنين العمر يا ولدي هباء
والعمر يا ولدي علمني الكثير
أن أدفن الآهات في صدري
وأمضي كالضرير
أفلا أفكر في المصير
قل ما بدا لك يا بني
ولا تخف
فالخوف مقبرة الحياة
من أجل صبح تشرق الأيام في أرجائه
من أجل عمر ماتت الأحلام في أحشائه
قل ما بدا لك يا نبي
حتى يعود الحب يملأ بيتنا
حتى نلملم بالآمال جراحنا
لا تتركوا الغد في فؤادي يحترق
لا تجعلوا صوت الأماني يختنق