الباب الثاني
باب ذكر اقوام يأجوج ومأجوج في السنه النبوية
الحديث الأول :
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قرب خروجهم وحذر منهم،
فقال عليه الصلاة والسلام-كما في "الصحيحين"- عن أبي هريرة رضي الله
عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل
هذا) .
يشير الحديث عن قرب خروجهم وانفتاحهم واشارة الى بدء المؤامرات الخفية التي تحاك ضد امة الإسلام .
الحديث الثانى :
وفي "الصحيحين"من حديث زينب بنت جحش: (أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نام عندها، ثم استيقظ محمرا وجهه وهو يقول لا إله إلا الله!
ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وحلق بين
إصبعيه)
يشير الحديث أيضا الى قرب الفترة الزمنية لخروجهم وعلوهم وان
شرورهم وفسادهم سوف يكون للعرب النصيب الأكبر منه من بين امة الإسلام , فقد خص
الحديث العرب عن بقية المسلمين إشارة الى ان الفتن والملاحم ستعصف ارض العرب .
الحديث الثالث :
رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري؛ قال: (سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يفتح يأجوج ومأجوج، فيخرجون على الناس؛ كما قال تعالى
{وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} ، فيغشون الناس، وينحاز الناس عنهم إلى مدائنهم
وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، فيشربون مياه الأرض، حتى إن بعضهم ليمر بالنهر،
فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا، حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر، فيقول قد كان
هاهنا ماء مرة، حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أحد في حصن أو مدينة؛ قال قائلهم
هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء قال ثم يهز أحدهم حربته، ثم يرمي
بها إلى السماء، فترجع إليه مختضبة دما للبلاء والفتنة؛ فبينما هم على ذلك؛ بعث
الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقه، فيصبحون موتى لا يسمع لهم
حس، فيقول المسلمون ألا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هذا العدو قال فيتجرد رجل
منهم محتسبا، قد وطنها على أنه مقتول، فينزل، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي
يا معشر المسلمين! ألا أبشروا! إن الله تعالى قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم
وحصونهم، ويسرحون مواشيهم؛ فما يكون لها رعي إلا لحومهم، فتشكر عنه كأحسن ما تشكر
عن شيء أصابته من النبات قط
يشير الحديث الى كثرة فسادهم وظلمهم بين الأمم وهيمنتهم ونهبهم
للثروات والمياه والذهب , وان هذه الاقوام تثير الخوف والذعر لدى الأمم بهدف العلو
والسيطرة والهيمنة على الشعوب , وكذلك يشير الحديث الى نهاية هذه الاقوام .
الحديث الرابع :
"صحيح مسلم"من حديث النواس بن سمعان رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: (إن الله تعالى يوحي إلى عيسى ابن مريم
عليه السلام بعد قتله الدجال أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد في قتالهم؛ فحرز
عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أولهم على بحيرة
طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذا ماء، ويحصرون عيسى
وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار) الحديث.
يشير الحديث الى قوتهم العسكرية والبدنية وانه لا يدان لاى احد
بقتالهم او مجاراتهم لانهم يمتلكون القوة والفنون القتالية وأدوات تساعدهم ,
مرورهم بطبرية وشربهم للماء فيدل ذلك على مكوثهم بأرض فلسطين واستغلالهم للثروة
المائية الاستغلال الأمثل .
· قول
العلماء في نسب اقوام يأجوج وماجوج
قال الإمام النووي:
"هم من ولد آدم عند أكثر العلماء"
وقال ابن عبد البر:
"الإجماع على أنهم من ولد يافث بن نوح عليه السلام".
وذكر العلامة السفاريني:
"قال ابن كثير: يأجوج ومأجوج طائفتان من الترك من ذرية آدم. ثم قال: وهم من
ذرية نوح من سلالة يافث أبي الترك".
لذلك فان اقوام يأجوج
ومأجوج أمتان من بني آدم، من نسل يافث بن نوح، وليسوا عالماً غيبياً كالملائكة
والجن, بإجماع علماء المسلمين .